Our relationship with Christ

علاقتنا مع السيد المسيح الهنا في الارض تشبه علاقتنا بالسفينة في البحر
بشر كثيرون عائمون في وسط المياه، ودائمو الارهاق نتيجة جهد السباحة الدائم، فالجميع يبحثون عن أشياء يصطادونها من الماء، هناك من يصطاد لقمة العيش، وهناك من يبحث عن الكنوز تحت الماء، وهناك من يبحث عن عناصر اخري متنوعة ذات مظهر ثمين.

وأثناء عملية السباحة والعوم هناك من يموت، وهناك من يجازف بحياته بحثا عن الكنوز في الاعماق، والجميع يئنون ويشتكون تعب تلك الحياة
فهي حياة "كدٌ دائم" و "شقاء مستمر" وسط بحر مترامي الاطراف وشاسع جدا، ولا يبدو لشواطئه معالم مرئية، والأغلبية تظن انهم سوف يصطادون الغالي والثمين ثم يتجهون لبر الامان ليبدأو العيش المستقر حيث الشواطيء المريحة، دون الالتفات لنقص الانتباه لديهم بان الغالبية يموتون داخل ذلك البحر الواسع الضخم المخيف.
ثم وسط خضم هذه الحياة المضنيه والمملوءة تعباً يري الجميع وأذ سفينة إنقاذ ضخمة تأتي وترحب بالكثيرين ليأتون ويركبون علي متنها، ليباشروا مهام حياتهم من مركز راحة أفضل، ومركز قوة أكثر أماناً. وبالمجان تماماً.
هذه السفينة لا تتعارض مع طموح هؤلاء، وانما تجعلهم يعيشون بأسلوب مختلف اثناء تحقيق طموحهم وتضمن وصولهم لشواطيء الامان فعلياً.
وهنا العجب والدهشة: فلا يوجد الكثير يستجيب لنداء قبطان السفينة، انه ينادي ولكن الكثيرون منهمكون في السباحة، انه يعرض حياة الراحة الحقيقية، والكثيرون منهمكون في التفتيش عن الراحة في باطن البحر حيث الطموح والكنوز.
ورغم أن كثيرون يغرقون في الماء، ورغم ان كثيرون مصابون بالاعياء والبعض بالاغماء، لماذا لا يسمع هؤلاء من قبطان السفينة صوت النداء؟! هل يظنون انهم لن ينالوا ما يرغبون في تحقيقه؟ هل لا يثقون في القبطان وسفينته؟ هل لهم تقديرات مختلفة؟

حياتنا في هذا العالم تشبه حال الناس الذي يسبحون في البحر والكتاب ينبهنا في غل1:5 : ”فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ”.
وها هو حال من يسبحون في اعماق ذلك البحر الواسع: "فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ." (رو 8: 22).
وهو هو قبطان السفينة ينادي:"تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (مت 11: 28). "لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." (مت 6: 33).

علاقتنا مع السيد المسيح الهنا في الارض تشبه السفينة في البحر : سفينة نجاه لها القدرة علي انتشال كل من يرغب في الاستجابة للانقاذ وبدون اي مقابل، فقط ارادة حقيقة عملية في الاستجابة لنداء القبطان